Datasets:

MSammoudi

/

poetry

like 0

بِحَديقَةٍ ظَلَّ اللِمى ظِلّاً بِها # وَتَطَلَّعَت شَنَباً بِها الأَنوارُ

وأطيبُ من بَدْءِ تسليمةٍ # نتيجتُها قُبَلٌ واعتناق

تَحُلُّ الرِياضَ في هِلالِ بنِ عامِرٍ # وَإِن أَنجَدَت حَلَّت بِأَكنافِ مَنعِجِ

مَهاةٌ لَها مِن كُلِّ وَجدٍ مَصونُهُ # وَخَودٌ لَها مِن كُلِّ دَمعٍ كَرائِمُه

آذَنَت شَمسُ حَياتي بِمَغيبِ # وَدَنا المَنهَلُ يا نَفسُ فَطيبي

لَو دَرَت رومَةُ ما قَد نابَها # في طَرابُلسَ أَبَت إِلّا اِنقِساما

لِم صِرتَ تَرغَبُ عَن سَجايا حُرَّةٍ # قَد كُنتَ مُقتَنِياً لَها أَعلاقا

وأنت سائُسهم في كلِّ ما ساسوا # وافَى كتابُك يتلو عَرْفه السارى

عَجَبي منه وإنْ أكْثَرْتُ في # كلِّ ما أبصرتُ منه عَجَبي

يَا ابْنَ عَبْدِ الخْاَلِقِ الحُرِّ الاسْمَى # حِينَ عَمَّ الْخَلْقَ خُلْقُ الْعَبِيدِ

أمصرُ سقتكِ غوادِي السرور # وجادَكِ من أفقها صيب

أَيُّ حُبٍّ يَصِحُّ منه وطَرْفِي # لِلْكَرَى واصِلٌ وطَيْفُكَ رَاءُ

وصنوه أحمد بيت العلا عمرا # هذا كأن أبا بكر لصاحبه

وَالسائِراتُ الدائِراتُ وَالأولى # عِندَ اِنفِطارِ ما حَواها تَنكَدِر

مكارم لا تمنّع عن طلوبٍ # كما لمع الصباح لمستنير

غَنَّتْ على دَوْحِهَا مُغَرِّدَةٌ # تُطْرِبُ هارُونَنَا بِإسْحَاقِ

نأى الأحبَّةُ لمّا أن رأوا شَعَراً # في الرأسِ رِيعَ بصبحِ الشيبِ غيهبُهُ

شُموسُ الهُدى ونُجومُ العُلى # إذا دَجَت الفِتْنَةُ القاتمَهْ

حَلَّت نَوارُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها # إِلّا صُموتُ السُرى لا تَسأَمُ العَنَقا

من كُلِّ مُثْقَلَةٍ تَحُطُّ على # عَرَصَاتِها عن مَتْنِها الحِمْلا

فَأَشهَدُهُ مُشاهَدَةٌ فَأَفنى # عَنِ الكَونِ البَعيدِ مَعَ القَريبِ

والنصر يلمع من ظبى أسيافه # والفتح يعلم من ذرى أعلامه

تَقْتَفِي الأعْرابُ مَا يُسمعُه # مِن قَوافٍ سِرْن عَنهُ شُرّدا

جَدَّ إلى أَنْ جَدَّلَ الطَّائِرَ ال # هاوِي هَوًى كَالكَوكَبِ الثَّاقِبِ

يَفينَ وَيَحسَبُهُ قافِلاً # إذا اِقوَرَّ حملاجَ ليفٍ مُغارا

وردت حياض عفوك إن # حياض نداك مورود

مَن تَرى يَملك وَصفاً لامريء # قَلد المنة أَعناق السَماح

فَثَمَّ أَمْرٍ مُهِمٍّ # وَثمَّ شُغْلٍ ضَرُوري

وإِ هم جلسوا في السلمِ وانبعثوا # في العلمِ فاقوا باِعراب واِغرابِ

مِن يَبت سَهران في كسب العُلا # حَرم الغَمض عَلَيهِ وَالمَنام

مَنزِلٌ ما يَثبُتُ المَرءُ بِهِ # سالِماً إِلّا قَليلاً إِن ثَبَت

أَنْتَ أَحْسَنْتَ في الحَياةِ إلَيْنَا # أَحْسَنَ اللهُ في المَمَاتِ إلَيْكا

عَوْنٌ مِنَ اللهِ جَلَّ يَتْبَعُهُ # سَعْدُ السُّعُودِ لِمَنْ يُسَدِّدُهَا

يمينه تروي لنا عن عطا # ووجهه الضحاك عن بشر

وكنت إذا شاكيت خففت محملي # فهان الذي ألقاه في العيش من جهد

كُلَّ يَومٍ نَبأَةٌ تَطرُقُنا # بِعَجيبٍ مِن أَعاجيبِ العِبَر

يَهرُبُ المَرءُ مِنَ المَوتِ وَهَل # يَنفَعُ المَرءَ مِنَ المَوتِ الهَرَب

والسابِقُ الأَوَّلِينَ في كَرَمٍ # لَمَّا جَرَى والكِرامُ في حَلْبَهْ

سوف يرى رأيه الجميل إذا # أتا حماه الرحيب سوف يرى

وَأَجْنَوْكَ رَوْضَةَ وَصْلِهِمُ # بِمَا مِنْ ثِمَارِ الْمُنَى قَدْ جَنَوْا

فاشربتْ معتّقةَ الطِلا صِرْفاً على # رقْصِ الغُصونِ ورنّةِ المكّاءِ

سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِها # مُعَرَّقَةٌ تَضحى إِلَيهِ وَتَخصَرُ

ضاق بحر الروم عن ملك # زاخر في الحل والسفر

لَعَلِّكِ أَن تُروى بِشُربٍ عَلى القَذى # وَتَرضى بِأَخلاقٍ لَهُنَّ خُطوبُ

وَغُصونُ الرَوضِ يُرقِصُها # نَشرُ ريحِ ظِلِّهِ الوَهَمِ

وضاء ثغر المدح وافترّ عن # نظم ثنايا جوهر الشكر

وفي كل يوم يروع الهوى # فؤادي ويزداد فيه الغرام

فتعالي روّي الظما في عيوني # واجنوني لقطرة من حنانِ

ما الذي مَكَّن في القلبِ الوداد # ما الذي صَبَّك صَبّاً في الفؤاد

أَلا رُبَّ يَومٍ قَد لَبِستُ ظِلالَهُ # كَما أَغمَدَ القَينُ الحُسامَ اليَمانِيا

مِنْ أُنسٍ جانَبَتْ أَحْسَابُهُمْ # طُرُقَ الذَّمِّ شِمالاً ويَمِينا

غَيرَ اِختِيارٍ قَبِلتُ بِرَّكَ بي # وَالجوعُ يُرضي الأُسودَ بِالجِيَفِ

كلم منظوم من عسجد # وحروف من عبق تنشد

أَقولُ وَقَد صَدَّ عَنّي اِمرُؤٌ # وَما كُنتُ بِالصَدِّ مِنهُ جَديرُ

رُئِسَ الناسُ بِالدَهاءِ فَما يَن # فَكُّ جيلٌ يَنقادُ طَوعَ دُهاتِه

وَمَحجوبَةٍ في الخِدرِ عَن كُلِّ ناظِرٍ # وَلَو بَرَزَت في اللّيلِ ما ضَلَّ مَن يَسري

وكل من شكّ في محبّتِه # حلّت بأعلى سِباله ضرْطَهْ

وجلوتَ الزهورَ تَندَى علينا # فكأني أرى الربيعَ أمامي

لَهُ شَعَرٌ مِثلُ نَسجِ الدُروعِ # وَطَرفٌ سَقيمٌ إِذا ما رَنا

ضَبَطتُمُ المالَ وَلَكِنَّ ما # يَجمَحُ بِالإِنسانِ لا تَضبُطون

كأن بكايَ لي عبدٌ مجيبٌ # فما فرجي إذاً إلاَّ البكاء

يَكفيكَ ما عايَنتَ مِن مُصابِهِم # مِن أَن تبكّي طَلَلاً بِلَعلَعِ

ما لي غِيارٌ على زُرودٍ ولا # أَعْشَق خدّاً كَسَوْتَه زَرَدَا

إيدسن ماذا ترى في الكهرباء # أنت في الأرض فمن ذا في السماء

جَمَعتْ تَفاريقَ الفضائِل نفسُه # فالوصفُ يَقْصُر عن مدى غاياتِه

فَإِنّا وَمَن حَجَّ مِن راكِبٍ # وَكَعبَة مَكَّةَ ذاتِ الحُجُب

لاَ هُم مَفَارِيحُ عند نَوبَتِهم # ولا مَجَازِيعُ إِن هُمُ نُكِبُوا

لقَلْبِيَ أوْحَى بالتَّصَابِي تَقَلُّبٌ # مِنَ الغُصْنِ مُخْضلاً ثَنَتْهُ الصَّبا ثَنْيَا

مسرعات مبطئات ولها # خفة الموت وأثقال الجبال

كَأَنَّما عَضَّ عَلى دِماغِ # مُتَّهَمُ الأَنفاسِ وَالأَرفاغِ

وعجِبْتُ للأَسماءِ كيف تصرَّفَتْ # بغرائِبٍ من نَحْوِها أَفعالا

ووهت قوَّتي فأعرضت كرهاً # عن لقاءِ المكروهِ والمحبوب

قلبي رهين عندكم فبحقكم # الا سمحتم لي برد رهوني

فَمَهلاً بَني عَمِّنا إِنَّها # عَطِيَّةُ رَبٍّ حَبانا بِها

وَطَلِّقْ بِنْتَ ضَيْرِكَ أُمَّ دَفْرٍ # يُطَلِّقْكَ الْهَوَانُ بِلا تَرَاخِ

إِلى رَئيسِ الناسِ وَالمُرتَجى # لِعُقدَةَ الشَدِّ وَرَتقِ الفُتوق

وَعن آلي الجهل صاري الحبل منتوِحا # صاحب أَخا العلم والتقوى وكن فهما

قد أمسكته وقالت # حتى توفي ضماني

فَهَؤلاءِ لِم يَشين غَيرُهُم # سمعَ بَني حَيدَرةٍ وَلا زَرى

والطم به وجه ظن # قد خاب عندك قصدا

يهتز خوط البان في وشاحه # ويلتقي على النقا إزاره

بَلى وَالَّذي نادى مِنَ الطورِ عَبدَهُ # وَعَظَّمَ أَيامَ الذَبيحَةِ وَالنَحرِ

ومِنْ تَعَدِّيه ومن إلوائِهِ # بالحق إذ جَارَ على أعدائِهِ

خَبَّروني أَنَّها مَرَّت بِهِ # قُلتُ مِن ثَمَّ أَراهُ مُشرِقا

لَفّاءُ حاكَ لَها الغَمامُ مُلاءَةً # لَبِسَت بِها حُسناً قَميصَ صَباحِ

لعمركَ ما الصبحِ بالمستنير # وقد فاتني ذلكَ المغرب

فلِمْ لا شاطَرُوا فيما اسْتَفادوا # كما كانَ الصَّحابَةُ يَفْعَلُونا

قَدْ خلَعَ الْحُسْنُ عليْهِ حُلىً # وَانْتَظَمَ الإِبْداعُ في لَبَّتِهِ

فَكانَت النيةُ ذات شَأنِ # وَكادَت الشَمس لَهُم تَستأني

لَم نَستَلِب عِرضَكَ المُغتابَ نَأكُلُهُ # لِأَنَّ عِرضَكَ مَذبوحٌ عَلى النُصُبِ

وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً # فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ

والوعدُ مِثْلُ البرقِ يُدْعَى خُلَّباً # ما لم يتابعْ بالسَّحابِ الهامِعِ

امن الانصاف ابيت به # سهران الليل ويرقده

إِنَّ دَهراً يَلُفُّ شَملي بِجُملٍ # لَزَمانٌ يَهُمُّ بِالإِحسانِ

إِختِلافٌ قَد عَمَّنا في اِعتِقادٍ # وَصَلاةٍ لِرَبِّنا وَطُهورِ

وإذا سخَّرَ الإِلهُ أُناساً # لسعيدٍ فإِنهم سُعَداءُ

رَأَينا السُيوفَ ضُحىً كالنُجوم # وَكالَّيل ذاكَ الغُبارَ المُثارا

لكَ عين وقامة كل يوم # تلك غزَّالة وذي فتَّاله

في جحيثُ شبَّ الحَرُّ حَجْرَةَ قَيْظِهِ # وبقيت في مِقْلاَهُ كالمُقْلِينِ

لَو بُعِثَ المَنصورُ نادى أَيا # مَدينَةَ التَسليمِ لا تَسلَمي