Datasets:

MSammoudi

/

poetry

like 0

يا أَخي يا أَبا زُهَيرٍ أَلي عِن # دَكَ عَونٌ عَلى الغَزالِ الغَريرِ

قَدْ أَوْقَعَت عُيونُه فُؤادَهُ # في عَثْرةٍ فَمَنْ لَهُ يُقِيلُهُ

فالماءُ فيها كحياةٍ جَرتْ # بها العَوافِي والصِّبَا في العروق

وأنت لِلدِّين من بين الورى شرفُ # فما لشعريَ ممطولاً بمنحتِه

لَقَد ماثَ مِن جَعسِهِ عِترَةً # فَعَطَّرتُهُ بِالَّتي ماثَها

يا غَزالاً حَلَفَت مُقلَتُهُ # أَنَّها تَشهَرُ أَسيافَ الفِتَن

دراهمٌ والثريا كفُّ مُنتِقد # لو هَمَّ مُوِقدُ نارٍ أنْ يَرى يَده

وَمَجودٍ مِن صُباباتِ الكَرى # عاطِفِ النُمرُقِ صَدقِ المُبتَذَل

شكرتُ لابن المحسنيّ الندى # والحمد لله على أنني

دُرَّ الكلامِ وغيري في أبي جاد # خيرُ الخلائفِ من ابناءِ حَيْدَرةٍ

مَا إِنْ سَمَاهُ فِي عَصْرِهِ عَلَمٌ # ثُمَّ انْقَضَى العَصْرُ وَانْطَوَى العَلَمُ

كأنَّها والطيرُ منها هارب # خلفَ الشياطين شهاب ثاقب

قالَت إِذا أَبصَرَهُ ثابِتا # قَبّلهُ وَاللَهِ لا أَبصَرَهْ

فاتِراتٍ قَواتِلٍ فاتِناتٍ # فاتِكاتٍ سِهامُها في القُلوبِ

أَلا فَاُنظُري بِاللَهِ يا سَكَني الوَعدا # وَلا تَترُكي أَن تَجعَلي دينَنا نَقدا

وَأَسخَنَ عَيني حَبيبٌ نَأى # وَكانَت لِعَيني بِهِ قُرَّةُ

لَو أَبصَرَ الجِذعَ شَيئاً # أَحَبَّ في الجِذعِ صَلبَه

يصيح للفظ مادحه بأذنٍ # وينعم من خزائنه بعين

ترى سأملأ عيني # من حسن روض أغنّ

أسَديُّ البأس عُذْريُّ الوَفا # خِنْدِفيُّ النَّجْر سُحْبيُّ النِّحَل

كلما طافَ على الصبّ غنى # إسقنيها يا سواد بن عمرو

يا شرِهاً للبيض والصفر هل # يثني الردى القبضُ أو القبصُ

لي اطراحي لذ في حبه # فكل نسكي في هواه اطراح

يا أَخي قَد وَهَبتُ ذَنبَ زَمانٍ # طَرَقَتني صُروفُهُ بِالمَهالِك

وَاِلتِثامٍ بَينَ مُعتَنِقٍ # وَاِعتِناقٍ بَينَ مُلتَثِمِ

ومحاريب شدْتها بدروس # وصلاة تحبى إليها وتجلى

فَبَدَت جارِيَةٌ في حِضنِها # فَنَنُ الوَردِ وَفَرعُ الياسَمين

يا من عطاياهُ عند أجمعنا # منها طريفٌ في إثْرِه تالِد

فهل تَبَقَّى لك من حُجّةٍ # إلا غرور الأمل الكاذب

وأدخل جنةً قد عجلتْ لي # لأني بالولاءِ أمنتُ نارا

وَاِبنُ جَميرٍ فَوقَكُم عاتِمٌ # فَهَل سَمِعتُم بِأَبيهِ جَمير

وَوَلَّيتَ تَعدو كَعَدوِ الظَليمِ # ما إِن تَجورُ عَنِ المَعدِلِ

واقول للقرط المليح مكانه # رفقا فلي قلب شبيهك يخفق

وحللت منه بذروة العز الذي # يعلو الحلول به علي مقامه

له وأَسماعُهم للخوفِ في صَمَم # حتى أعدتَ له روحَ الحياةِ وقد

لا أشْمتَ الله به عُداتَهُ # فأصعَبُ الأشياءِ إشماتُ العدا

سائِل قُرَيشاً وَأَحلافَها # مَتى كانَ عَوفٌ لَها يُنسَبُ

أرى الديارَِفتَصبيني وأُنِكرُها # حتى يُذَكِّرَني عِرفانَها الطيبُ

نَبعَثُ الحُطَّابَ أَن يُغدَى بِهِ # نَبتَغي صَيدَ نَعامٍ أَو حُمُرْ

أُمَمٌ تَفنى وَأَركانٌ تَهي # وَعُروشٌ تَتَهاوى وَسُرُر

عجبت لحاسدٍ أضناه أمري # وحملني لهذا الأمر همّه

أنكرت ما عرفوه من مضغ الحصى # فلأجل ذا سهلت ما لم يسهل

وَجَنَّبْتَ الْمَثَالِثَ وَالْمَثَانِي # وَصَيَّرْتَ الْهَوَى يَهْوِي هَوِيَّا

غالي المعالي رخيصٌ عند هِمَّتهِ # حيث التَّودُّدُ منه والنَّدى ثمَنُ

أَعِدْ مَدْحِي عَلَيَّ وَخُذْ سِواهُ # فَقَدْ أَتْعَبْتَني يَا مُسْتَرِيحُ

وصدرٍ تقبل الكلمات منه # فتجلسها المسامع في الصدور

سَلوها هل لها وجدٌ بنجدٍ # فرقّتْ رقّةَ الصّبِّ المُصابِ

يا أُمَّةً في التُرابِ هامِدَةً # تَجاوَزَ اللَهُ عَن سَرائِرِكُم

لَكَ الْحَمْدُ لَكَ الشُّكْرُ # أَذَا الْجُودِ أَذَا الْمِزِّ

إِذا ما أَتَيتَ العِرضَ فَاِهتِف بِجَوِّهِ # سُقيتَ عَلى شَحطِ النَوى سَبَلَ القَطرِ

قد كان أودع في الرقاب صنائعاً # كفرت فأرداها بها كفرانها

عابَ اِشتِهاري قَومٌ # عَن مِشهَدي فيهِ غابوا

وَأَبكي لِنَفسي رَحمَةً مِن عِتابِها # وَيَبكي مِنَ الهِجرانِ بَعضي عَلى بَعضي

كم عابث بالكأسِ غنّى وصَدَحْ # ما اغتبق الدهرُ بها ولا اصطبحْ

وَيَغتَفِرُ الغِنى وَخَطّاً بِرَأسٍ # إِذا كانَت قِواكَ مُسَلَّماتِ

لنا في مَدْحِهِ سَبْحٌ # طويلٌ أيّمَا سَبْحِ

وتكلّلت تيجانُ أزهارِ الرُبى # بغرائب من لؤلؤ الأنداءِ

وَراحَتك الغَمامة وَهُوَ غَيث # وَأَنتَ البَحر وَهُوَ مِن اللآلي

تَعالَي تَرَي روحاً لَدَيَّ ضَعيفَةً # تَرَدَّدُ في جِسمٍ يُعَذِّبُ بالِ

تسيرُ جُيوشُه فتكادُ رُعباً # تميدُ الرّاسياتُ من الهِضابِ

لآل طه والوصيّ المرتضى # أبا عليّ ارعني سمع الرضى

على أكوارِها أنضاءُ شوقٍ # يؤودُ قواهمُ حملُ البرودِ

فلا تمرّ بمَلْكٍ غيرِ منعِفرِ # فاسلَمْ ودُمْ في بقاءٍ غيرِ مُنصرِم

نجاور المصطفى المبعوث سيدنا # منك الصلاة عليه والسلام له

تَهْمي الأسِنَّةُ والأقْوالُ ماضيَةٌ # فالحَبْرُ والقِرْنُ مَطْرودٌ ومَفْضولُ

تَمَلّكُ أعْطافُ المَنابِرِ هزّةٌ # كَما هَفَت الأرْواحُ بالقُضُبِ المُلدِ

يا للبرية من غنى ملاحة # زاهي الجمال ممنطق ومقرطق

لا يُنْكِرْ قَلْبُكِ ما يَلْقَى # قلبي فالحُرْقَةُ تَشْهَدُهُ

وَحَظٍّ لَيسَ يُعطاهُ # سِوى المَخلوقِ لِلخُلدِ

هُوَ المَلْك لا تَرْقَى المُلوكُ مَكانَه # وأينَ مِن الإصباحِ ضَوْءُ المَصابِح

وإذا طرا خطب فليس معول # إلا على تشميره وقيامه

هُمُ أوتوا الكِتابَ فَضَيَّعوهُ # فَهُم عُميٌ مِنَ التَوراةِ بورُ

قاتِلٌ لي بِالتَجَنّي ما لَهُ # لَيتَ شِعري أَحَلالٌ ما اِستَحَلّ

لجيران لنا بالأبطيحه # بعثت مع النسيمات التحيه

يا فَضلُ لي مِقوَلٌ أَقولُ بِهِ # عَضبٌ إِذا ما هَزهَزتُهُ ذَرِبُ

مُتَوَسِّدينَ بِها التُرابَ كَأَنّهُم # لَم يَرتَعوا في زَهرَةِ النَعماءِ

لا بارك اللّه بكاس الطلا # ومن به طاف ومن أترعه

شِمْتُ اعتزامُك بارقاً ومهنّداً # ذُخْراً ليومِ جَدا ويومِ جِلادِ

لَقَد وَلَدَت حَوّاءُ مِنكِ بَلِيَّةً # عَلَيَّ أُقاسيها وَخَبلاً مِنَ الخَبلِ

لِيُنبيكَ أَنيّ أَبُو زَيدِها # وَمَا لِلسَّرُوجيّ مَا لِلسِّراجِ

ادعُ قومي من ذرى أعواده # لخلال كالصباح المستبين

يَغشَونَ جَمّاتَها كَأَنَّهُمُ # نُزّاعُ جَوٍّ يَسنونَ مِن قُلُبِه

يلقى المُرَجِّين من أَسِرَّتِهِ # بِشْرٌ كفيلٌ بحُسْنِ تمهيدِ

غَزَارَةَ عِلْمٍ وَإِشْرَاقَةَ وَجْهٍ # وَخَفْضَ جَنَاحٍ إِلَى لِينِ تُوسْ

ولَمَّا أَجَبْت النَّاصِرِيَّةَ نَاصِراً # وجُبْتَ إلَى البَطْحَاءِ بَيْدَاءَها رَكْضَا

نَفسي الفِداء لفتّاكٍ لَواحظهُ # يَميتُني تارة فيها وَيُحييني

فَلَرُبَّ سَمراءِ الأَديمِ طَويلَةٍ # حَسَدَت بِراحَتِهِ القَصيرَ الأَصفَرا

يَقولونَ كَم تَجري مَدامِعُ عَينِهِ # لَها الدَهرَ دَمعٌ واكِفٌ يَتَحَدَّرُ

تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما # سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ

وكن أشجعَ الناسِ حِلْما إذا # دنا الغيظُ منك بجيشٍ لُهام

وَاِعرُضوا الدُنيا عَلى أَظفارِهِ # وَاِبعَثوهُ في صَحاراها يَصِد

حينَ وَلَّوا وَغادَروا ثَمَّ زَيداً # نِعمَ مَأوى الضَريكِ وَالماسورِ

من لونِه ذهبٌ وأيُّ مَثوبةٍ # يَحْظَى بها لو خَصَّني بزَكاته

نَصَحتُكَ لا تَعتَرِف يا أُخَيّ # بي فَأَنا الرَجُلُ الساقِطُ

وَيَسأَلُ المَوتى فُضولَ الأَكفان # شاعَ الحَديثُ يا فَتاةَ الفِتيان

إِذا أَرَدتَ الشُربَ عِندَ الفَجرِ # وَالنَجمُ في لُجَّةِ لَيلٍ يَسري

صَبَا نَجْدٍ أَلاَ هُبِّي عَلَيْنَا # فَإِنَّا لَنَا عَلَى مَسْرَاكِ دَيْنَا

حَتّى اِنتَهَيتُ بِأَصحابي إِلى حَرَمٍ # حُماتُهُ سادَةٌ مِن آلِ حَمدانِ

وَلا لي رَثَت لَمّا شَكَوتُ صَبابَتي # وَلا أَطفَأَت ناراً يُشَبُّ زَفيرُها

فَمِنْ صاهِلٍ ضَافِي السَّبِيبِ مُطَهَّم # وَسَابِحَةٍ تَرْدِي عَلَى إثْرِه سَفْوَا